أثبت الشباب عبر التاريخ أنهم يقودون التغيير من أجل مجتمعات أكثر عدلاً وتكافؤا وديمقراطية في جميع أنحاء العالم. وغالباً ما يكون الطلاب هم أول من يخرج إلى الشوارع عندما تتعرض حقوق الإنسان للتهديد كما حدث في هونغ كونغ على سبيل المثال. ولذلك، فإنهم أيضاً أول من يتعرض للاضطهاد والاعتقال والضرب والاختطاف والتعذيب في بعض الحالات. وقد تجلى هذا للأسف في الأسبوع الماضي فقط في السودان حيث قـُتل خمسة من طلاب المدارس الثانوية بالرصاص وأصيب أكثر من 60 بجروح بعضهم على أيدي قناصة عندما تجمعوا في مدينة الأبيض للاحتجاج على نقص الوقود والخبز.

على الرغم من حقيقة أن الشباب والطلاب يحتلون الصدارة في معظم الحركات التقدمية والمستمرة من أجل التغيير الديمقراطي أو حقوق الإنسان أو الحرية الأكاديمية أو المناخ فلا يزال الشباب في جميع أنحاء العالم يتعرضون للإهمال والتهميش ويُـنظر إليهم على أنهم “صغار جدا” وأنه لا يمكن معاملتهم على قدم المساواة في عمليات صنع القرار الهامة.
لا يمكن أن يكلل فرض الديمقراطية والمساواة بالنجاح ولكن يتم بناء الديمقراطية والمساواة من قبل الناس والمجتمعات والعقول الحرة الناقدة ومن قبل أولئك الذين يتجاسرون على الوقوف في طليعة الكفاح من أجل غد أفضل. وأولئك الذين يتجاسرون على مواصلة الكفاح وأولئك الذين ينكرون اخضاعهم من قبل نظام غير عادل يسلب حقوقهم. وفي كثير من الأحيان هؤلاء الناس هم الطلاب.
يواصل قادة الطلاب والناشطين الشباب انتقاد الأنظمة القمعية وانتهاكات حقوق الإنسان والفساد والقوى غير الديمقراطية والكفاح من أجل حقهم في التعليم في جميع أنحاء العالم، كما حدث مؤخراً في جنوب إفريقيا أو ألبانيا أو البرازيل. وغالبا ما يكون ذلك على حساب مستقبلهم إما من خلال الضرب والاضطهاد والقتل أو بفقدان فرص الحصول على التعليم والوظائف المستقبلية بالطرد والاستبعاد المنهجي.

على الرغم من هذا، فإننا لا نرى العديد من البرامج أو المبادرات التي تهدف إلى حماية قادة الطلاب والناشطين من الشباب الذين يكافحون من أجل هذا التغيير. وهناك مبادرات رائعة وهامة على مستوى العالم تحمي أصوات العلماء والفنانين والصحفيين ولكن قلة منها تحمي الطلاب.
نجح برنامج الطلاب النرويجيين المعرضين للخطر في حماية قادة طلاب التعليم العالي الذين تعرضوا للاضطهاد والتهديد أو الطرد وذلك من خلال تقديم منح دراسية تتيح للطلاب اتمام دراساتهم وتوسيع شبكتهم العالمية والعودة في صورة نشطاء أقوياء. ولكن عدد المنح الدراسية كان محدودا وكانت الحاجة شاملة.

يرمي الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة (SDG4) إلى ضمان جودة التعليم للجميع. ويعزز الهدف 4.7 من أهداف التنمية المستدامة (SDG 4.7) المواطنة العالمية والتعليم من أجل التنمية المستدامة، ويرمي الهدف 4.ب إلى زيادة كبيرة في عدد المنح الدراسية على مستوى العالم. ويجب أن تكرس هذه المنح الدراسية لحماية صناع التغيير في هذا العالم والربط بين الطلاب عبر القارات وذلك بالمشاركة في الكفاح العالمي لحماية حقوق الإنسان. ويعتبر التعليم هو الأداة الأكثر أهمية لأي نوع من أنواع التغيير، وإذا كنا كمجتمع مدني عالمي نتمنى عالم أكثر عدلاً قائماً على السلام والإنصاف وحقوق الإنسان فإنه يجب علينا حماية أولئك الذين يكافحون من أجل هذه الحقوق؛ الشباب.

يجب علينا حماية قادة الغد والتأكد من أنهم ليسوا مضطرين إلى الاستقالة من مناصبهم للحصول على التعليم ولكن بأن يكونوا مسلحين بأقوى الأدوات لدينا وهو التعليم. وأن يتم تضمينهم في عمليات صنع القرار على قدم المساواة ويتم الاعتراف بهم كقوة مهمة لا يمكن إنكارها نحو مستقبل أفضل.

Frederikke Hogsgaard

فريدريكا هوجسجارد هي الممثلة الدنماركي من التحالف الوطني الدنماركي للتعليم. وهي طالبة في مرحلة درجة الماجستير في دراسات التنمية الدولية والدراسات العالمية وعضو في اللجنة الدولية في الاتحاد الوطني الدنماركي للطلاب (DSF) الذي يمثل الطلاب الدنماركيين في التعليم العالي في الشؤون العالمية. وذلك يتضمن كونها عضوا في اللجنة الوطنية الدنماركية واللجنة التنفيذية لليونسكو والاتحاد الأوروبي للطلاب (ESU) وفي شراكة عالمية مع اتحاد الطلاب الوطني في زيمبابوي (ZINASU).

حصة هذه المادة

الحملة العالمية للتعليم (GCE) هي حركة مجتمع مدني تهدف إلى إنهاء الإقصاء في التعليم. التعليم هو حق أساسي من حقوق الإنسان ، ومهمتنا هي التأكد من أن الحكومات تعمل الآن لإعطاء حق كل فرد في تعليم عام مجاني وذي جودة عالية.